Ad Code

Responsive Advertisement

نداء لرجال العالم:سنحاول فهم النساء

إخوتي الكرام,

سلام صادق يحمل المودة من القلب إلى القلب.

اليوم نجتمع حول أمرٍ لا نتحدث عنه كثيراً:

توقّعات النساء منا، نحن الرجال.

فنحن، كما تعلمون، لا نجيد البوح كثيراً.

حين تواجهنا مشكلة، لا نسارع إلى حلها، بل نتركها للزمن.

نظن أن الأمور تُصلَح وحدها،

تماماً كما نمسح بقعة الحساء التي سقطت على الأرض بجوربنا،

ثم نقول لأنفسنا: “ها، انتهى الأمر.”

نعلّق الملابس على الكرسي قائلين: “سأرتديها غداً”،

ثم ننسى، ولا نهتم أننا نسينا.

وهكذا تستمر الحياة، نعم، لكنها ليست دوماً كما يجب.

فالنساء، يا إخوتي، لهنّ عين ترى ما لا نرى.

هنّ يتنفسن التفاصيل،

ونحن نغرق فيها.

هنّ يرين القطرة،

ونحن لا نلاحظها إلا حين تصير بحراً.

نحن نحبّهن كما هنّ،

لكنّهن يحببننا كما يردننا أن نكون.

ثم لا يمللن من تذكيرنا بذلك.

ولهذا عقدنا اجتماعنا هذا:

لنحاول أن نفهم،

أن نتقن فنّ التواصل،

وأن نحيا في سكينة لا تفسدها التفاصيل الصغيرة.

لغة النساء، كما تعلمون، ليست سهلة.

قد تقول لك “هل أنت بخير؟”

لكن وراءها ألف معنى، ألف شعور.

نظن أن شراء وردة يسعدهن،

لكن فجأة تسمع: “لماذا اشتريتها اليوم بالذات؟”

أو ربما: “حتى الآن لا تعرف نوع الزهرة التي أحبها.”

ونقف حائرين: أخذناها فغضبت، لم نأخذها فغضبت أيضاً.

في النهاية نجد أنفسنا في معادلة مستحيلة،

نبدو فيها في آنٍ واحد: الأبطال والمتهمين.

أما النظافة، فحدّث ولا حرج.

نغسل أيدينا، يتناثر الماء، نمسحه،

لكنّ المنشفة تتّسخ،

فتغيم الوجوه، وتتراكم العلامات الصامتة.

نحاول أن ننتبه أكثر، فنخطئ أكثر،

فننسحب بصمت، دفاعاً عن أنفسنا.

ثم تأتي المائدة، ساحة أخرى من الاختبار.

يُطهين الطعام بحب، نأكل بشهية،

لكن حتى الشبع نفسه يتحوّل إلى تهمة:

“أكلت بسرعة!”، “لم تذق السلطة!”،

“ما قلت لي إنه لذيذ!”

نحن نظهر امتناننا بصمت، باللقمة لا بالكلمة،

لكنّ صمتنا يُفهم على أنه لا مبالاة.

يقال لنا “اذهب ونم”، فننام.

ثم يُقال: “كيف تنام بهذه السرعة؟!”

نحن دائماً بين أمرين، كلاهما خطأ.

نريد أن نشرح، لكن كلماتنا قليلة،

ومشاعرنا خجولة.

هنّ يطلبن اللطف، ونحن نحاول،

لكن في داخلنا دائماً ذاك الطفل الذي يحب على طريقته،

الذي يشدّ شعر الفتاة التي يحبها في الحديقة،

لا ليؤذيها، بل ليُلفت انتباهها.

كبرنا، لكن أسلوبنا في التعبير لم يتغيّر كثيراً.

ما زلنا نُحبّ بحذر، ونغار بصمت،

ونقف بشجاعة أمام “بقة” أو “عنكبوت” فقط لأنهن خفن منه.

لسنا دوماً مهذّبين كما ينبغي،

لكن فينا نية صافية، ورغبة صادقة في أن نكون أفضل.

ولحسن الحظ، هناك علامات على التقدّم!

تذكّروا مثلاً حين كانوا يلوموننا على تساقط الشعر في كل مكان؟

الآن جاء الفرج: الروبوت المنظّف!

فجزى الله خيراً من اخترعه،

حتماً كان متزوجاً وذا *خبرة*!

نحن جماعة لا تُجيد التعبير عن العاطفة،

لكننا، ونحن نكتب هذا البيان،

فكّرنا طويلاً، تشاورنا، ثم كتبنا بصدق.

لنقول ببساطة:

نحن نحبكن.

بكل ما فينا من عيوب، لكن بكل إخلاص.

نطلب فقط أن تُدرِكن أننا نحاول.

لا تشدّدن علينا كثيراً،

فنحن، والله، نحاول بجدّ.

وربما بعد هذا البيان،

لن تكون هناك حاجة إلى آخر.

لكن إن لم تفهمونا بعد،

فلقاؤنا القادم في عام 2035،

نرجو وقتها أن لا نعلن بياناً جديداً،

بل نُلقي كلمة شكر مشتركة —

كلمة تُقال فيها أخيراً: “فهمنا بعضنا.”

" علم الخبرات التصميم "

هو مجتمع معرفيّ يستخلص من التجارب الماضية دروسًا،

ليصوغ بها استراتيجياتٍ تُعيننا على بناء مستقبلٍ أفضل.

يقدّم أساليب تساعد الإنسان

على أن يكون أسعد، وأنجح، وأصدق في علاقاته.

وتُسهم برامجه – التي تبدأ بـ" مَن نحن؟"،

وتتواصل مع "المهاراة في العلاقات" و"علم نفس النجاح" –

في أن يكون الإنسان أكثر سعادةً ونجاحًا مما كان عليه بالأمس.

---

«في مليارات البشر،

ما أهمية شخصٍ واحد؟

اسألوا ذلك الشخص نفسه،

فهو الجواب!»

يحيى حامورجو

***

Yorum Gönder

0 Yorumlar